ﻣ̷ﺷ̶͠ﺂ̲ﻏ̲ﺑ̐ﮪ̯ ﺑ̲ﺷ̲گا̄ﻟ الرتبه2
♥ جنسي : ♥عدد المساهمات : 118 ♥نقاطــــــيεïз : 4822 ♥ تاريخ ميلادي : 01/01/1996 ♥ تاريخ التسجيل : 11/10/2012 ♥ العمر : 28 ♥ مزاجــى : ﮔ̲ـــــيّـــۅ̶ۇۈۉۇۈۉوِۅ̶ۇۈۉﯙ̷̲ﭠ̲ ♥ موقعي : جٌﻋ̲ــــــﻟ̯ﺂ̴ﻧ̲ﯾ̃ة 22 ♥ العمل/الترفيه : §¢HỢΘỜθΟ₤
| موضوع: شخابيط في الماضي................. الأحد ديسمبر 02, 2012 2:23 pm | |
|
لا زالت تلك المشاهد الغريبة التي لازمتني طوال أيام الطفولة لم تبرح مخيلتي ، حينما كنت أستيقظ كل صباحٍ قبل المدرسة على ضجيج تلك الأسرة الفقيرة التي كانت تقطن بجوارنا بالدور الأرضي من البناية ، الأم الشاحبة والأب الكسول ، والأبناء اللاهون طوال اليوم ، الأم التي تقضي يومها في تنقية الأرز الذي تجهزه لتبيعه بعد الطبخ ممزوجا باللبن الحليب والسكر والفانيليا لطلاب المدرسة الإعدادية القريبة من البناية ، والأب الذي لا ينقطع عن التدخين والسعال ، من جراء ما يتعاطاه من مخدرات طوال الليل ، والأبناء الذين يعبثون بأقفال السيارات فيحشرون بها قطع الخشب الصغيرة بغية أن تفتح لهم ولو سيارة واحدة ، وكانت في بعض الأحيان تُفتح لهم سيارة عن طريق الصدفة ، إذ كان صاحبها ينساها مفتوحة ، لكنّ الأولاد الفقراء كان يظنون أن قطع القش الصغيرة هي التي فتحت الأبواب ، فكانت تغمرهم السعادة التي سرعان ما كانت تنقلب إلى تعاسة ، حينما يكتشفون أنها خالية الوفاض ، أو ربما أكثر منهم فقرا وأشد تعاسة ، لكن كثيرا ما كان الأبناء يقضون اللحظات السعيدة في إيهام أنفسهم أن السيارة "تركض" بهم بين زحام الشوارع ، فيذهبون في سرحة طويلة من صنع الخيال الخصب ، والتي كانت تمتد بهم إلى أن تقطعها يدٌ غليظة تهوي على أقفاهم ، وصوت مزعج يصرخ فيهم ، هو صوت صاحب السيارة ، والذي كان يكمل وصلة الردح عند باب البناية وأمام الأم الفقيرة وعلى مسامع الأب الكسول.
لم أعرف لماذا قفزت كل هاتيك المناظر إلى عقلي الواعي عندما رأيت لافتةً تقطع طريقي وأنا عائدٌ من عملي ، وبعد أن وصلت إلى درجة مدير قطاع بشركة لحلج الأقطان بقرب الميناء ، وبعدما تزوجت آخر بنت من عدد بناتي الثلاثة أول أمس وسافرت إلى عُمان مع زوجها ، لافتة تقطع الطريق كُتب عليها ، يسر مستشفى سموحة العام أن يضم إلى فريق العمل به الطبيب العالمي الجراح الكبير (مدحت حلمي القرشي) !! ولما كان الشبه قد وصل إلى حد التطابق بين أسم الطبيب الجراح الكبير وبين أسم العائلة الفقيرة (قرشي) التي كانت تقطن بنايتنا والتي تذكرتها في أقل من دقيقة ، هو ما جعل كل هذه الأفكار والذكريات تتزاحم في عقلي بسرعة البرق ، وجعلني أيضا لا أنتبه إلى أن الإشارة الخضراء قد أضيئت ما يعني أن الطريق أمام قد تحرك. في البيت حيث الذكريات لا زالت تنبض أمام عيني ، كل ما اعتراها مجرد طلاء الجدران القديمة ، بنايتنا هي هي شامخة تكافح الشيخوخة وتنافح عن شبابٍ تراه بات عندها وهو غادرها منذ عقود ، وكأني بها منذ ثلاثين عاما حينما كان سني خمسة عشر عاما ، وكنت أقضي ساعات أنظر من الشرفة التي تطل على البحر المتوسط من مسافة تزيد عن كيلو متر ، كنت دائما أبحث عن البحر وسط المناظر المتزاحمة أمامي ، حتى توارى خلف البنايات أو ناطحات الهواء التي أطلت على البحر عنوةً بعد الثمانينات ، عندها سئمت الشرفة وسئمت الشارع والبناية والحي والبلد الذي عشقته. لكن منظر تلك المرأة الشاحبة والتي كانت تزداد شحوبةً كل عاما أو قل كل شهر ، لم أنس ذلك اليوم الذي فقدت فيه زوجها الكسول الذي كان يقضي يومه في سعال وعراك وليله في قمار ومخدرات ولا يعطيها مليما ، بل كان عبئا عليها ، برغم ذلك بكته من قلبها. ها أنا وسط الجدران القديمة التي تلف مخزن البيت العتيق ، ذات الشخابيط على جدران المخزن ، والذي كان أبي رحمه الله يعيره للمرأة الفقيرة أم الأولاد لتعد فيه الأرز الذي كانت تبيعه لطلاب المدارس ، عبارات وكلمات متناثرة هنا وهناك ، (الزعيم شوقي الكينج) شوقي هذا هو الابن الأكبر ، والذي شابه أباه في كل شيء وليس في السحنة أو السمة فحسب ، بل في الخلق والأخلاق ، والذي ترك المدرسة من الصف الثاني الإبتدائي وشق طريقه وسط المجرمين وملوك الليل وقطاع الطرق ، ربما هذه العبارة هي الوحيدة التي أجاد كتابتها (الزعيم شوقي الكنيج) ثم (يا ناس يا شر كفاية قر) هذه عبارة كانت أختي تكتبها في كل مكان لهوسها من الحسد والعين ، (الله نور السماوات والأرض) بخط عربي جميل ، هو خط أبي رحمه الله ، ثم عبارات أخرى بها سباب لإسرائيل وتمجيد في الحقبة الناصرية الخداعة والتي لم تورثنا سوى الشعارات الجوفاء فقط .
ما هذه العبارة الرقيقة الصغيرة والتي اندّست وسط صخب الكلام ؟ والتي تقول: مرحبا بكم في عيادة الدكتور / مدحت حلمي القرشي لجراحة القلب ! أي مدحتٍ هذا ؟ ربما هو ذلك الولد النحيف الذي كان يجلس إلى جوار أمه ينظف ويعد معها الأرز ، ثم يجلس على عتبات البيت ليلا تحت المصباح الضخم ليكتب الواجب المنزلي الذي كان يعطيه له المدرس في المدرسة ، أو شيخ المسجد الذي كان يعطيه دروسَ تقوية مجانًا هو وكل أبناء الفقراء في الحي . ما هذه الصدفة الغربية ؟ والتي صادفتني في اليوم مرتين !! ذات الاسم الذي استوقفني بعد الظهر وأنا عائد من العمل ، والذي بسببه سُجنت داخل ذكريات الأمس البعيد منذ اللحظة ! ولماذا أستبعد أن يكون هو هذا الولد الفقير ؟ لقد انقطعت أخبار الأسرة منذ أن مات الأب المريض ، وحلَّ الابن الأكبر (شوقي) ضيفا ثقيلا على سجن الحضرة ، وعندها فرَّت الأم بالأبناء من المنطقة كلها فجرا مخافة اللوم وتوخيا لنظرات الناس ، ولم نعرف ماذا حدث لهم . غدا سوف أذهب للمستشفى لأسأل عن هذا الطبيب الضيف الجديد.
في المستشفى ، اليوم الأحد يوم أجازتي الأسبوعية غير الجمعة الأجازة الرسمية ، اليوم أسكندراني غائم يميل للبرد قليلا ، وأمام الباب الرئيسي سيارة فارهة تقف من ماركة 4×4 التي تعجبني كثيرا ، أمشي بسرعة وكأني أنحدر من علو ، لا أعرف لماذا هذه العجلة ، هذه عيادة القلب ، القسم مكتوب عليه أسم الطبيب الضيف كنوع من الإعلان ، لن أستطيع مشاهدة الطبيب أو الحديث معه إلا من خلال حجز كشف ، وبرغم الزحام والدقائق التي مرت بطيئة والتي تحملتها على مضض حتى أمسيت أمام باب الكشف ، إلا إني سعيد سعادة مشوبة بقلق أرضا عنه ، الطبيب يجلس خلف مكتب متواضع جدا ، شاب في العقد الثالث ، أبيض نحيف الجسد ، نظرته حادة تنم عن ذكاء مشوب بالمكر ، اقتربت منه وسلمت عليه سلاما خاصا جعله يتعجب ، أمسكت بيده وضغط عليها ، وكأني أعرفه ، والحقيقة أنني لم أكد أربط بين شخصه الماثل أمامي وبين الطفل الصغير الذي كنت أراه ، لكن تركت له هو أن يتذكرني ، خاصة وأنا أكبر منه ، باغته قائلا: أهلا مدحت ، فزادت دهشته ، ورد قائلا: من أنت ..؟ أظن أني أعرفك .. ! قلت له: جارك القديم وصاحب البيت الذي ولدت فيه يا مدحت ! قال ضاحك: أستاذ (س) وارتمى في أحضاني دفعة واحدة ، وكأنه صُبَّ من على ، قلت له: لقد هداني خطك على الجدار إلى معرفتك ، فقد كتبت قديما (عيادة الدكتور مدحت القرشي) حتى صدمتني اللافتة أمام المشفى ، قال نعم (وطارق الأبواب لابد أن يلجِ) أتذكر هذا الشطر من الشعر والذي كنت تعربه لنا ونحن صغارا ؟ قلت له نعم ، أعربته لك وأنت علمته لي .
لم أشأ أن أسأله عن مشواره الكفاحي الذي قطعه حتى وصل لمكانه ومكانته ، لتأكدي أنه مليء بالمرارة ، لكن كنت حريصا على أن أسأل عن أمه ، فقال ضاحكا هي بخير والحمد لله ، خرجت من عنده بعد ساعة جلسناها معا ، كانت سببا في أفساد اليوم العملي عنده ، وأغضبت المرضى ، خرجت من عنده بعدما صلينا معا الظهر في مصلى المستشفى ، ثم حرص على أن يودعني حتى الباب الرئيس ليجد سببا مناسبا يعرفني من خلاله على سيارته الفارهة والتي لفتت نظري أمام باب المستشفى ، السيارة الـ 4 × 4 الضخمة ، افترقنا على أمل اللقاء في بيتي في اليوم التالي لنتناول طعام العشاء ، لم أدخل بيتي قبل أن اذهب إلى المخزن العتيق الذي دُونت على جدرانه كل العبارات الأثرية القديمة ، ظللت أبحث عن عبارة الطبيب حتى وجدتها ، هي محشورة بين الكلمات ، تظلها الحروف والنقاط الضخمة من كل جانب ، لكن مع زحام النقاط والحروف كان لا يزال هناك متسع تحتها ، أخرجت قلمي العريض من جيبي وخطت تحتها ... (وهكذا جنا ثمرة كفاحه) ___________________________
| |
|
'•ڊڤٰٖ ٵڶمڜٵعڔٰ٬ٖ• الرتبه3
♥ جنسي : ♥عدد المساهمات : 353 ♥نقاطــــــيεïз : 5248 ♥ تاريخ ميلادي : 10/08/1997 ♥ تاريخ التسجيل : 27/09/2012 ♥ العمر : 27 ♥ مزاجــى : كوول ♥ موقعي : بينكم أحبتي أعضاؤنا الكرام ♥ العمل/الترفيه : ماكو
| موضوع: رد: شخابيط في الماضي................. الخميس يناير 24, 2013 8:13 pm | |
| تسلمييييييلنا صفوشششششششششهـ | |
|